كما في المـرايا المحـدبة، أبـدو ضاحكا، بينما في أعماقي غارق أنا في البكاء..؛
وبما أنني دُعيت إلى الحفـل، فقد تظاهرتُ باللبـاقة..؛
حيث الأنـوف المشبكة، والتكشيرات العريضة حتى الأدنين ؛
كما في كرنفـلات فينيسيا بالضبط.
أو ربما تنطبـق الـدائرة عـلي، فجـأة،
ويمسكون بي، ليجرجروني إلى الـرقـص
وأنـا بوجـهي الحقيـقي؛
بينما يتصـور الجميـع وجهـي قنـاعـا؟؟
مفـرقعـات، وحـلوى، ورغم هذا لست ُ على مايرام
فالأقنعــة كانت تتفـرس بي بعتـاب
وهـا هـم يصـرخـون بأنني خرجـت ُ عن الإيقـاع
وإننـي أدوس أقـدام الـراقصيـن..!
مـاذا علي أن أفعــل؟ أأهـرب؟ نعم..نعم..وبسرعة..؛
لكـن ربما يمكنني المـزاح معهـم قليلا
آمـلُ ذلك، أو ليس تحت هذه الأقنعـة لوجوه الحيوانات،
ثمـة وجـوه بشـرية.؟؟
كلهـم يضـعون الأقنعــة، والشعر المستعار..كلهـم..كلهــم
فهنـا الـراوي، وهنـاك الأديـب،
وجـاري من اليسار مهـرج حـزين
والآخـر سـياف، وواحـد من كـل ثلاثة يضع قناعا لغبــي.
أحـد الـوجــوه يسعى لرد الاعتبـار لنفسـه
ووجـه آخــر يتخفـى، ولا يعلن عن نفسـه
وهنـاك من لا يستطيع
أن يميز نفسه عن قنـاعه..!
وأنـا أدور مـع الراقصـين مقهـقهـا
لكنـني لـسـتُ مطمئنـا لهـم
فـلربمـا يعجـب قنـاع السياف صـاحبه
أترى سوف ينزعـه..؟
ولربما، يعشـق المهـرج الحـزين وجهـه الكئيب
فلا ينزعـه أبدا
ومـاذا لـو أن الغبـي وهيئتـه الحمقـاء
ينسى وجهـه الحقيـقي، فيظل غبيـا.
هـا هـي الأقـنعـــة ُ الشـريرة تسـخر مني
والأقنعــة المـرحـة بـدأت بالغـضـب
فخـلف الأقنعـــة، مثـلمـا خـلف الجـدار،
تتخـفى الـوجــوه البشـرية الحقيـقية.
لينـابيع الإلهــام سأسعى بنفسـي
إذ سـوف لن أطلب من أحـد ان يكشـف عن نفسـه
فمـاذا لـو خُــلعت الأقنعــة، وأتضـح الجميع
بنصـف قنـاع، ونصـف وجـه؟؟
وأنت أيهـا الوجـه المنـافق، لو كنت بلا قنـاع..فـلـترتـديـه
وأنتـم...أنتــم..كـل شـيء مكشـوف
فلمـاذا تتخـفون خـلف وجـوه أخــرى
بينمـا وجـوهـكم، في الـواقع..رائعـة
ولكـن أنـى لـي أن لا يفـوتني الـوجـه الطيـب
وكـيف لـي تخمـين الشـرفاء، دونما ظـل من الشك؟؟
فلقـد جــاء الجميـع إلى هنـا واضعيـن الأقنعــة
كـي لا تتهشـم وجـوهـهم من ضـرب الحجـارة.
أنا بأسـرار الأقنعــة لعـليم
وواثـق ٌ بأن فهمي لهـا لصحـيح
فأقنعــة اللامبـالييـن ؛ بالنسـبة لهـم
واقيـة من البصـاق والصـفعـات!!
|